Skip to content

شهادة ISO لساعات الغوص: المعنى والتاريخ وأهميتها للغواصين

27 Apr, 2025
شهادة ISO لساعات الغوص: المعنى والتاريخ وأهميتها للغواصين

لطالما ارتبطت ساعات الغوص بالقوة والجرأة والاعتمادية ومع ذلك، ليست كل ساعة مقاومة للماء تُعدّ ساعة غوص حقيقية. المعيار الذي يفصل بين الساعة العادية وساعة الغوص المعتمدة فعليًا هو شهادة ISO 6425.

حقوق الصورة: فيكتورنكس سويس آرمي

 

تاريخ شهادة ساعات الغوص ISO

تطورت الحاجة إلى ساعات غوص موثوقة مع بداية ازدهار رياضة الغوص في أوائل القرن العشرين. مع ابتكار أجهزة التنفس تحت الماء برزت ضرورة وجود أداة دقيقة لمراقبة مدة الغوص وإدارة مخزون الهواء.

في خمسينيات القرن الماضي، أطلقت شركات مثل رولكس ساعة سبمارينر عام 1953 وقامت بلان با باطلاق ساعة فيفتي فاثومز أولى ساعات الغوص الحديثة. لكنها كانت تعتمد على اختبارات داخلية لكل شركة دون وجود معايير موحدة.

في عام 1927، عبرت مرسيدس غليتز القنال الإنجليزي وهي ترتدي ساعة روليكس أويستر المقاومة للماء حول عنقها

 روليكس صبمارينر مرجع 6204 أول ساعة غوص يتم تصنيفها لتحمل عمق 100 متر

بوب مالوبييه مع ساعة الفيفتي فاثومز الخاصة به

عام 1996 أدركت المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) الحاجة إلى توحيد هذه المعايير فأصدرت رسميًا معيار ISO 6425 لتحديد متطلبات ساعات الغوص الحقيقية.
منذ ذلك الحين، أصبح المعيار مرجعًا عالميًا، وبدأت الشركات الكبرى مثل سيكو، سيتزن، روليكس، وأوميغا في تطوير ساعات معتمدة رسميًا لتلبية احتياجات الغواصين المحترفين والهواة على حد سواء.

ماذا تعني شهادة ISO لساعات الغوص؟

عندما تكون ساعة غوص معتمدة بمعيار ISO  فهذا يعني أنها قد خضعت لاختبارات صارمة وتم اعتمادها رسميًا بناءً على المعيار الدولي ISO 6425 الصادر عن المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO).

هذه الشهادة تثبت أن الساعة لا تكتفي بمقاومة الماء فقط، بل تم تصميمها لتحمّل أقسى ظروف الغوص بما يشمل الغوص العميق و التعرض لتغيرات حرارية حادة ومقاومة الصدمات والقدرة على العمل في المياه المالحة ومقاومة المجالات المغناطيسية لتضمن دقة التوقيت وموثوقية الأداء في بيئات قد تكون حرفيًا مسألة حياة أو موت.

 

اختبارات ومعايير ISO 6425

أول اختبار أساسي هو مقاومة الماء


لكي تحصل الساعة على شهادة ISO 6425، يجب أن تتحمل الغمر في الماء حتى عمق لا يقل عن 100 متر، مع اختبارها فعليًا بضغط أعلى بنسبة 25% من هذا العمق لضمان أمان إضافي.

مثلًا، إذا كانت الساعة مصنفة لتحمل 200 متر، يتم اختبارها عند ضغط يعادل 250 مترًا.

 

تحمل التشوه تحت الضغط 

عند الغوص في الأعماق، يتسبب الضغط العالي في حدوث تغيرات طفيفة في شكل هيكل الساعة.

لذلك، يتم اختبار الساعة لرؤية مدى قدرتها على تحمل هذا التشوه المؤقت والعودة إلى حالتها الأصلية دون أن يتسبب ذلك بتسرب الماء أو تلف مكوناتها.

 

 الإطار الدوار باتجاه واحد


ساعة الغوص المعتمدة يجب أن تحتوي على إطار دوار يدور فقط باتجاه واحد (عكس عقارب الساعة).

فائدة هذا الإطار أنه يسمح للغواص بتحديد وقت الغوص بدقة، وإذا تحرك الإطار عن طريق الخطأ أثناء الغوص، سيُقلل الوقت المتبقي بدلاً من زيادته.

هذا أمر بالغ الأهمية للسلامة، حيث يمنع الغواص من البقاء تحت الماء لفترة أطول مما ينبغي، مما قد يؤدي إلى نفاد الأكسجين أو الإصابة بداء الضغط.

وضوح الرؤية في الظلام  


الغوص غالبًا ما يتم في أعماق تقل فيها الإضاءة، لذلك يجب أن تكون ساعة الغوص واضحة تمامًا حتى في الظلام التام.

تُختبر الساعة للتأكد من أن عقارب الساعات والدقائق والثواني يمكن تمييزها بسهولة على مسافة 25 سنتيمترًا ويجب ان تكون عقارب الساعة تحتوي مادة مضيئة.

مقاومة المجالات المغناطيسية  

تتعرض الساعات المغطسة أحيانًا لمجالات مغناطيسية قوية مثل تلك الناتجة عن معدات الغوص أو السفن المعدنية.

لذلك، يجب أن تتحمل الساعة مجال مغناطيسي تصل شدته إلى 4800 أمبير لكل متر دون أن تتأثر دقتها بشكل كبير.

بعد التعرض للمغناطيسية، يجب ألا يتجاوز انحراف الوقت ±30 ثانية في اليوم.

 

 مقاومة الصدمات 

الغواص قد يتعرض للصطدامات أثناء التحرك تحت الماء سواءً مع الصخور أو الشعاب المرجانية أو المعدات.

لهذا السبب، تُختبر الساعة لتحمل صدمة تعادل 5000g (وحدة قياس التسارع).

يجب أن تبقى الساعة دقيقة، مع عدم تجاوز انحراف الوقت دقيقة واحدة في اليوم بعد تعرضها لهذه الصدمة.

بمعنى آخر، الساعة يجب أن تكون قوية بما يكفي لتحمل الضربات القوية دون أن تتعطل.

 

 تحمل التغيرات الحرارية المفاجئة  

الغواصون يواجهون تغيرات مفاجئة في درجات الحرارة أثناء انتقالهم بين طبقات المياه الدافئة والباردة.

لذلك يتم اختبار الساعة عن طريق تعريضها لدرجة حرارة 40 درجة مئوية، ثم نقلها بسرعة إلى بيئة بدرجة حرارة 5 درجات مئوية.

 

 مقاومة المياه المالحة والمواد الكيميائية 

الغوص في مياه البحر يعني التعرض المستمر للأملاح والمعادن التي قد تتسبب في تآكل المعادن العادية.

لهذا السبب، يتم غمر الساعة في ماء مالح دافئ لمدة 24 ساعة، ثم يتم فحصها للتأكد من عدم وجود صدأ أو تغيرات في لون أو جودة المواد.

 

 قوة السوار والتاج 

السوار والتاج جزءان مهمان في ساعة الغوص. يُختبر السوار بتحمل قوة سحب تصل إلى 40 كيلوجرام لمدة دقيقة كاملة دون أن ينكسر أو ينفصل.

أما التاج، فيجب أن يتحمل ضغط ماء يزيد عن 125% من العمق المصنف للساعة دون أن يسمح بتسرب الماء.

 

 اختبارات التكثف

 

أخيرًا، يتم اختبار الساعة للتأكد من أنها لا تتكثف من الداخل.

يتم تسخين الساعة إلى درجة حرارة 40 درجة مئوية ثم تبريدها فجأة بقطعة قماش مبللة بالماء البارد.

إذا ظهر أي بخار ماء أو تكثف خلف زجاج الساعة بعد التجربة، فإن الساعة تفشل في هذا الاختبار.

بعض الساعات المخصصة للغوص الاحترافي قد تحتوي أيضاً على صمام تفريغ الهيليوم، لحماية الساعة أثناء فك الضغط في بيئات الغوص التشبعي، مثل ساعات روليكس وأوميغا

ما هي اهمية هذه الشهادة للغواصين ؟

الغواصون يعتمدون بشكل كبير على أدواتهم أثناء المهام تحت الماء، حيث يمكن أن تؤدي أي خطأ بسيط أو تعطل إلى عواقب خطيرة. هنا تأتي أهمية امتلاك ساعة غوص معتمدة بمعيار ISO 6425، والتي توفر لهم الثقة الكاملة في أن أداتهم الزمنية قد اجتازت اختبارات دقيقة وصارمة تحاكي أقسى البيئات المائية.